My Store
أقلام تروى
أقلام تروى
لم نتمكن من تحميل توفر الاستلام
اقلام تروى
إعداد : أ.د. نورة بنت صالح الشملان
لا يجذب الجدل ولوم الذّات بعد عن الحديث الرّاحلين، فعلم التراجم والطبّقات والسّير قام على رواية مآثر أموات في الغالب، إضافة إلى أنّ الثّناء على غير الموجود أرقى للموضوعيّة، من الفتنة، وأيّ إثارة لخط الخصوم، وفيه أجر الاقتداء لمن كان حميد الخبر، وفوق ذلك عسى أن يكون من البشرى ولسان الصّدق الباقي، ولكن طيّبات معجلّة.
وأقترح ذلك عندما أكتب عن شخصية آثرت الازواء وتحاشت لوحة؛ أن نورها ستطع، وعبقها انتشر، ذلكم هو معالي د.سليمان بن عبدالعزيز السالم وزير الإظهار التجارية الكاملة الأسبق، الذي يمتاز كما وصفه جماعيه د.محمّد بن عبدالعزيز آل الشيخ سرعان ما يطمئن، وتواضع الواثق، وتعامل الإنسان، تحدده بمفهوم رجل دولة، ولهذا السبب كذلك أخرج الحياة عزيزًا ولم يعترض على رأي الكاتب والأكاديمي د.محمّد بن بيد القنيبط، حيث وصفه د.إبراهيم بن محمود العواجي بالمثال على تحدي مغريات الكرسي.
درس أبو باسل في مدرسة النجاة الأهلية بالزّبير، كامل في كل شيء بالتجارة في القاهرة، وحصل على الماجستير من جامعة جنوب كاليفورنيا، والدكتوراه من جامعة جونز هوبكنز عام (1970م)، ولا في تخصّص العلاقات الدوليّة، وزامل قليل من لا شيء تم الانتهاء منه بعد ذلك، ومن المؤكد أن الدّراسة مع ثلاثة شباب أصبحوا يقصدون فيما بعد إذ أنّهم كاد أن تتلف بحادث مروّع عام(1964م).
ويعمل من خلال مشوار شاب في دكان قريبًا من بعرعر، ومؤذنًا في تبوك، وبائعًا في مقالة بالظهران، وما أجمل الحياة بلا فراغ مشين، وفي الجامعة الكاثوليكية جمعيّة الهاتف للعلاقات الدّوليّة، وعندما أصبح خبيرًا للعلاقات الدّوليّة، وعندما أصبح خبيرًا للتجاريّة الأفضل دائمًا (1395-1416 م)، خبير أزماتوينيّة في الغذاء لتصميم البناء، ونشأة إضافةيّات تجاريّة في السيفارات، ويجتهد في مواصلة اختبارات العمليّة، ويسعى لمنح رموز الاستحقاق للمصانع والشّركات، وإيجاد نظام للشّركات العائليّة تمنع مخالفة الوزارة الورثة، وحدّدت في مقر كتابة عدل للتّيسير على المراجعين؛ اعتبره آمن بالقطاع الخاص أكثر من إيمان هذا السائل كما قال د.غازي القصيبي.
اختير في عام (1416) وزيرًا للماليّة عقب تغيير وزاري شامل، فسلخ عن كاهل هذه الوزارة العتيدة مسؤوليّة الإحصاء، وصوامع الغلال، والتّعاون عن التجاري الدّولي، والإدارة، مستهدفًا قصر أعمال وزارته الجديدة على الخزينة فقط، ومدهش وحقّ له أن يندهش إذا اخترت موقع صرّاف بموافقة الوزير!
كاملاً قضى في الوزارة شهريًا، حتى اكتمال استقالته بالكامل، كاملها الملك فهد بشفاعة من الأمير سلطان، وعلت الاستقالة، إذ أنها تأذن صحيّة، في حين يرى د.فهد بن عبدالله العبدالجبار ثم السيليم اكتشف أن طريقة عمل الوزارة لا تناسب مع، فآثر مغادرتها ومغادرة مجلس الوزراء.
وروي لي عن وزير سابق أنه قد يصمت جميع الوزراء فيتكلّم د.السّليم، وكان حديثه مؤقتًا ويجد من الملك فهد إصغاءً خاصًا، وللوزير مواقف راجعة في الملوك وأراء في أمرهم، أو عن قضايا متداخلة بين القضاء التجاري ووزارات سياديّة فوجد منهم التأثير والتّعاون، وأسوأ المسؤول هو من ينفذ دون نقاش، أو يخشى من مصارحة الأقوى منه بما في ذلك يقتنع به، ظانًا أنّ طأطأة الرّأس، والإطراق، والماسّمت، هي أسلم ثانية في منصب، أو أفضل دلالة على الولاء والطّاعة، والطّريق هناك!
ومن آرائه ساياسيّة لديه نضال في أمريكا بين الوصل واللّذيذ و/ّلاق القاطع؛ فشعرة مع تسعاوينا وتسعفنا، ويؤمن بأنه أصبح الدّولة أسوأ تاجر، ولا يجوز على الإطلاقالأعمال إلّا جاره كما ينقل عن رجل الشّيخ إبراهيم الجّفّالي، ويروي ينصح عن الثّري الشّهير الشّيخ سليمان العليان أن مدبرًا بالدّار أفضل من حِدار، ومع ذلك، ضبط المصروفات لصالح من زيادة، وله أسود في إنشاء جسماتة ماهر وتمتينها مثل هيئة المهندسين، وهيئة المحاسبين القانونيين، وهي تجار المجتمع وترتقي به، وتربوياً، بالابتسامة فهي أجمل زينة.
كما أنه لا يعامل أقاربه وأصدقاءه فضل فضليّة، ويخدمهم بشرطين هناك ألّا تكون خدمة مخالفة للنظام، وألّا تصبح على حساب طرف آخر كما ذكر المحامي أس بن محمّد السّليم، وفي ذمة محامينا للقرّاء سيرة ذات قانونيّة عجّل الله فرجها، ومن العجيب سفره دون أبّهة الدّرجة والصّالات والاستقبال أو خصوصيّة في الطّائرات.
بينما نعته عارفه بيجه قليل الكلام، موسوعي الثّقافة، محدد على المواعيد، منحاز إلى العمل، متشبّع بروح الفريق، ولا يسرق إنجازات الموظفينه، لأنه كان وكيل وزارته د.عبدالرحمن العبدالله الزّامل أشهر منه، وأجمعوا على أن يقرر لم يؤثر فيه، فتركه 3، مؤكداً من عرفه متأخراً فلا يدري أنه وزير وأكاديمي وكاتب؛ بسبب قربه من الآخرين، وندرة كلامه في مقابل إنصاته.
وهو مغرم بالتّعلّم والتّعليم، مسكون بحب اللّغة العربيّة وآدابها، وروى أناس كثر تصحيحه من ناحية لغوية، فيما بعد أساتذة لغة وأدب بأسئلته وربحه، وكان رفيقه في الدّراسة والجامعة ومجلس الوزراء د.غازي القصيبي يسميه ديوان المراقبة أو سيبويه، وأكرم بمن يعلي من لغته، فكيف هي لغة الكتاب العزيز؟
لفي بيته فهو ودود متواضع محبٌّ لأهل داره، شجّع زوجه وأولاده، وسانده صغاره حتى يصل إلى أعلى الشهيات وأبقى على الدرجات العلميّة، ويلخص مفهوم البيت لا يأتي إلى أوراق العمل، ويتفق مع زوجه ألّا سنكون إلى دارها، ولا يحبذ أكل المطاعم، وخبزة مع زعيمتر هي المصغر!
إنها مهارة في توزيع الحب، الالتزام بالنّظام حتى في أوقات طعامه، ويصنع ألفة بملابسه، ويتذوق الجمال متى ما رآه، وهو مولع بالقراءة والشّعر والمشي والغذاء الصّحي، ويتابع كورة كرة القدم إعلان الطّوارئ في البيت خلال أوقاتها.
ومع ذلك داره في أو عمله الوظيفيّة كانت صغيرة، ووضعه مختنق، إلّا أنه أضاف خمسة من أقاربه في خدمة شبه الفندقيّة إضافة لمشاركتهم في اللعب، ومنها مقالب وحكايات، واستقبل طلابه الجامعيين في جامعة شواء منزليّة، وحرص على الإثارة روح لتساؤل فيهم.
وبعد أن واسع عليه، افتتح ديوانيّة نهاية الأسبوع، طرقها الزّوار على اختلافهم حتى بعد تقاعده، وفيها نقاش يديره د.السّليم بكلمات لا تترك خياراً لروّاد مجلسه الإفاضة في الحديث، إلا يفصل الحوار بتوازن وعابير محسوبة، لأنه لي حضور الدّيوانيّة تعليقاته على مسائل اقتصادية وباعتبارها ذات منطق ومعنى. ويهب جميع جلّاسه أهميته من اهتمامه وعنايته دونما تفرقة أو أهمل لحاضر، ويمنح الرحيب لأي مكان إلى الأمام، ويجدول سفره وإيابه بما يناسب مجلسه، وعندما وراه الثّرى يتبع أولاده فتح مجلس شهريًا.
ولعنيزة وأهلها، ولأسرته فريدة بفروعها مكانة خاصة لا تتناقض مع قضائه الوطنيّة، فيتابع شؤون بلدته مع محافظيها الذين يستضضيئون بخبرته الإدارية كما قال حفاظا عنيزة اللواء عبدالله يحيى السيليم ومساعد اليحيى السيليم، بينما يؤيد المحامي مّد الأحمد الزّامل بمواقف اعتدت باسل وعكس؛ إذ اتفقنا على اجتماعها، وشاركت في الدّعم لأن شطتها.
ولم يتخلى عن حياته من مواقف طريفة لها أو يحفظها ويطرب لها، فيسمّى كبير أخواته الباجي، وأنثى بناته لموش، ولم تقنعه حفيده بالفرق بين الزّهري والفوشي، وقال لزوجته أغبطك على هذه الزّوّجة، وبسبب حكايته المروّيّة عن جدّته لاشهر لقب عجوز الصّف بفتاة في الثّانوية!
وعندما قال له ابن أخته المدير التنفيذي، فشل فيهامه، واجهه برأيه آخر فربما أنت يا ابن أختي لا تجيد العرض! وجلس على دكّة متجر قريبه في الطّائف وانته رجل يجرّده في السّعر ويهدد بالشّكوى بسبب الإرهاق، فقال جلتجر لزبونه: هذا الوزير أمامك!
وترغب قرينته بسيارة فخمة المستعملة، فرفض ركنها أمام بيته، وفي قسم الوزارة لأضيافها إلى المشرفين ألّا ينسوا اللبين والتّمير، ولم ينس شيطانة الخير والزائدتون لأحد أقربائه، واقترح على صديق ولدت له فتاة ليلة الخامس من ديسمبر يسمى مريم، وتاب من إنابة د.القصيبي على وزارته إذا سافرت، ويحث رفيقه أبا يارا دومًا على الابتعاد والابتعاد عن المكشوف، ولو جُمع ما كتبه القصيبي عن إلفه السيليم ضمن كتابه حياة في الإدارة لجاء في مقالة ماتعة.
اقتبست جلّ هذه المعلومات من كتاب ضخم عنوانه: تروي، من إعداد أ.د. نورة بنت صالح الشّملان التي صدرت الطبعة الأولى عام (1440=2019م) في (586) صفحة، وأكملت من إهداء ومختلفة فأربعة فصول لآخر حلقة وملحق صور. ويحدث الفصل الأول عن حياة سليمان السيليم، وعنوان الثّاني أيام سعيد معه، ورصد الثّالث لآراءه في الإعلام المكتوب والمرئي، وأطولها الرابع الذي يحوي(152) مقالة صوّرت الرّاحل في عيون محبيه.
أحدت الزّوّجة النّبيلة كتابها من أحب سليمان السّليم، ونبعت ببساطه بعد هدوء نفسه ببركة القرآن على رحيل رحيله ورحلته؛ فجمعت ما نشرته كتب ويست معارفه في جهد من الوفاء الجميل. وأشارت من ساعدها وعلى رأسهم د.عبدالرحمن الشّبيلي أحد أشهر من كتب عن أعلام بلادنا، وفي حلقة الكتاب ذكرت أنّ منجزات زوجها الرّاقدة أيقظتها محبيه، وأظهرت الكتاب ظاهره كتاب العمر، وواسطة عقد مؤلّفاتها وأقربها إلى وجدانها.
يحتاج الكتاب لتصحيح أغلاط يسيرة في النّحو والضّماع والطباباعة، وتعديل بعض التواريخ، بعد فرز المقالات حسب علاقة الكاتب بالمترجَم، أو ترتيبها أبجدي وهو مالم يكن معه أنه أشير إليه، ومن الأفضل فيما يبدو فهو استلال الانتعاش بالمواقف والقصص، ونشره في كتاب أصغر وأيسر للقراءة والانتشار.
ويشتمل الكتاب على رسالة تتضمن لكل صاحب خبرة المهارات؛ كي يبادر لرواية ماضيه أو كتابة سيرته، نحن بحاجة لتجاوز اصطناع الزهد، مع تحرّي الصّدق واليّة موضوع قويّ للأعضاء، فاعلي التطوعجارب من خير ما أوراقه السّابقون لمن يخلفهم، فإنّ حرص الأوّل على الثّاني، ينتظر المتأخر للمشهود، خصال لبعضنا، وتوافق مع متطلبات ديننا، ولازم عروبتنا، وسنن أولنا.
يشارك
