لأن هذا الكتاب جانباً من جوانب اللغة العربية، تلك اللغة إذن القادرة على توليد المعاني وتفنن فيها إلى درجة الإعجاز، ومن هذه المؤثرات ما يتعلق بالجملة العربية من المعاني ذات الدلالات القطعية التي تدل على معنى واحد، أو التي تدل على معان متعددة إلا، وفيها دلالات ظاهرة تعرف من ظاهر اللفظ، وبطنه تعرف من فحوى الكلام.

ومن روائع المهمات ـ في الجملة ـ التي راعتها العرب (أمن اللَّبس) حتى لا يؤدي الكلام فيها إلى الإبهام ولا يؤثر.

ثم هناك من الجمل المختلفة الدلالة التي تضمها بغير ما تضامنها، هذا إلى جانب ميزات كثيرة تتأتى من الجملة العربية كالألفاظ المشتركة، وكالعدل عن تعبير آخر يحتمل أكثر من وجه إعرابي وأكثر من معنى، وكالحذف الذي يؤدي إلى مجموعة واسعة من المعنى وتوسعه، وكالتضمين، والإخبار بالعام عن الخاص، والعطف بين المتغايرين إلى غير ذلك من المعاني التي تبرز جمال اللغة العربية الأصيلة.