My Store
المدة في الفقه على ذهب أحمد بن حنبل
المدة في الفقه على ذهب أحمد بن حنبل
لم نتمكن من تحميل توفر الاستلام
العمدة في الفقه
على من ذهب إلى أحمد بن حنبل
اسم المؤلف : ابن قدامة المقدسي
تحقيق: أحمد بن جيه القطوعي
جزء من المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعُوذ بالله من ومن سيئات أعمالنا، من يَهده الله فلا مُضِل له، ومَن يُضلل فلا.
آية شرور هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله به وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد؛
الله سبحانه وتعالى لم يأمر نبيه بسؤال الزيادة إلا من العلم فقال : ﴿وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: ١١٤] ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من
يُرِدِ الله به خيرًا، يفقهه في الدين» (۱) .
ولا يخفى على آهاد طلبة العلم - حتى يصل إلى خاصتهم ـ ما لعلم الفقه من شريف المنزلة، وجليل القَدْر ، وما يمكن لهذا العلم أن يتطور من عصر
إلى عصر بدأ بعصر النبوة والتشريع وما جاء عن الله وعن رسوله من الحكم الشرعي الثابت بالكتاب والسُّنَّة والتي تلقاها الصحابة الكرام من
فيه صلى الله عليه وسلم ثم بعد وفاته عليه الصلاة والسلام انتشر الصحابة فاتحين مشارق الارض ومغاربها حاملين معها إرث النبوة مما تعلموه وفقهوه عن نبيهم، مبَلِّغين آيات الله وأحكامه مجتهدين فيما لم يرد نهائيا من النوازل والسجلات الفقهية، فأَخَذ عنهم ونشأت بإحسان، وتفقهوا بالجهود العلمية في الكوفة والمدينة إلاسا من حواضر الإسلام، وأكمل عليها البيانون وكلُّهم يأكلون بطريقة تَلَقِّيه من الصحابة، فيتأثروا بمسالك استدلاله.
وما توصل هذا العلم يأخذه العلماء كابرًا عن كابر، حتى أتى عصر الأئمة الأربعة الأعلام، فكتب الله لهم قبول واحظوة عند عباده، وسَخَّر لهم من قام بتقدم أقوالهم، وتحريرها حتى غدت مذاهب ،معتبرة، يُصْدر عنها ويصار لها، أصحاب كل إمام من الأئمة يحررون أقواله وينقحونها، ويؤلفون المُنتجات في ذلك والمختصرات.
وما يملكونه من أصول كل ماذهب من المذاهب يبتكرون ما يُقَرِّب فقه إماهم لصالحهم ولامذتهم بالشروح والتبسيط والتحكم في الفتاوى، ووضعها
مختصرة الفقهية التي تُمكن الطالب من جمع فقه إماه حفظه. ولم يكن بالحنابلة بمنأى عن ذلك الحراك الفقهي؛ لقد حرصوا على
كتب جمع فتاوى الإمام وأقواله في ما عُرف بالروايات، وجُمع ذلك في المسائل المهمة، منها التي جمعها ابناه عبد الله وصالح، ومنها ما جمعها أبو داود السجستاني، وحرب الكرماني وغيرهم.
وفي ما يتعلق بالمختصرات فقد وضع أئمتهم العديد من المختصرات الفقهية، مثل المختصر الخرقي والمقنع، ومن أنفعتهم الفقهية وأجلها
عمدة الفقه الموفّق أبي محمد عبد الله أحمد بن بن محمد بن قدامة، الجُمَّاعيلي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي - نعم لله - (ت :6٢٠هـ ) . ولا يخفى على طلبة عامة من العلم - ليصلوا إلى خاصتهم - مكانة هذا الكتاب ويوزع به من أجل، لحل أهمها :
۱ ـ أنه ،مختصر فقد اختصر فيه كثيرًا من الجزئيات التي تبحث في غيره من المختصر فلا تكاد تجد في الباب إلا أهم المسائل وأصولها ثم ألف «الكافي» وذَكَر فيه من الروايات أكثر من روايتين، وأحيانًا تذكر ثلاثًا، ثم أربعًا، ويستوعب ما رُوي عن الإمام، ويذكر الدليل؛ ليتعلم الطالب كيف يستنبط من الدليل وَوَجه الاستدلال من الخبر.
وألف للمنتهي كتاب «المغني» الذي ذكر فيه أقوال أهل العلم؛ من يوافق على المذهب ومَن يخالف بالأدلة؛ لكي يتأهل الطالب للاجتهاد؛ لأنه إذا برزت على متن متن، وتصوَّر قضاياه تصوُّرًا صحيحًا ـ بمراجعة الشروح والحواشي، ومزاحمة الشيوخ ومُدارَسة الأقران - استدل على هذه الأشياء، وترى في أقوال أهل، المُوافقة والمُخالفة، ووازَن بين أدلتهم، وبعد ذلك يخرج بقول راجح وبعد ذلك يتأهل للالمعرفة، ثم نقول له الطالب حينئذ ـ إذا كان ذلك متنا على هذا العصر ـ : تَفَقَّه من الكتاب والسُّنَّة أما قبل ذلك فتوجيه إلى التفقه من الكتاب والسُّنَّة مباشرة تضييع، له فالجوادُّ المسلوكة عند أهل العلم، المطروقة منذ قرون، وتواطأت عليها الأمة، وتتابعهم علماء الإسلام، هي الوسيلة الناجحة لتحصيل الفقه وغيره من هذا الكتاب الذي بين أيدينا متن، متين، متوسط، صالح المبتدئين من الطلبة، نافع، ألَّفه كتبه هو الدرجة الأولى في السلم، تعب إلى قمة العلم، وعَرَفنا أن الدرجة الثانية عند مؤلفه المقنع. ثم «الكافي» ثم العلوم .
" . فالغرض من هذا الكلام السابق أن تعلم أن كتاب «عمدة الفقه» ليس الكتاب الوحيد لابن قدامة في الفقه الحنبلي، ذكي لم يكثر من التأليف اعتباطًا، أنشأ وضع ذلك الكتاب يبدأ من طلبة العلم، فناسب ذلك أن لا تذكر خلافًا، وأن يعدل عن ذكر الروايات في المذهب، وأخير فيه بالمسائل المتفرعة واختصره عن أن يسهب فيه أدالة الشواهد، يفضل أن يناقش ويناقش أقوال المخالفين" ويعرض أدلاتهم وأسبابهم .
يشارك
