المتنبي في ضوء الدراما

ممدوح عدوان

هل ظل من بعد ذلك إضافة شيء حول المتنبي، مالئ الدنيا وشاغل الناس، لتحقيق هذه القرون التي امتدت مندته حتى الآن؟!.. وهل بقي جانب لم ينجح منه وأمحص ويقلّب على أكثر من وجه، ولم يخرج للنقاش والإخراج والرد بين محبي هذا الشاعر العظيم ومن تقديره وكارهيه؟!.. إن المتنبي فذة شخصية في تراثنا الأدبي. ومحبوه وقرانه يتم حفظ أشعاره أكثر من إحصائهم، وأكثر من ذلك أن يكون الجبل دون تحضير واستعداد مسبقاً. فهم معرفة واسعة بشعره وبالكثير من مراحل حياتها وتفاصيلها. وحميتهم في الدفاع عنه أو في مهاجمته لا تقاس. وبالتالي فال الصورة المسبقة له أكثر إلزاماً. والصورة المتخيلة له، التي ترسمها له، أكثر طموحا بالمخيلة من أن تتم مناقشتها. وعلاقته بالهوية القومية أكثر تجذراً وولفورة. وهذا ما يجعل التطاول عليه، بالنسبة لهم، تطاولاً على واحد من «قيم الأمة ورموزها». ولكنني أكتب عن المتنبي بعد أن عملت لمدة عامين كاملين في قراءته وتحليل شعره ودراسة تفاصيل حياته من أجل كتابة مسلسل تلفزيوني عنه. كتب الدرامية ليس على صاحبها أن يتغلغل ما استطاع في نفوس أبطاله ليفهمهم، وأن يتخيلهم في الحالات التي يمكن أن يكون فيها البشر، وأن يرسم أفعالهم، بالمنطق الدرامي، كما يمكن أن تكون على ردود فعل البشر. وذلك كله ضمن الإطار التاريخي التاريخي الموثقة