تغريبة القافر

اسم المؤلف : زهران القاسمي

لقد أصبح إحساسه بالأشياء من حوله، ثم فجأة إلى إعصار هادر من المطر، رفع مطرقته وهي على الصخرة، وعاود ذلك، وتكراراً حتى ارتج المكان، ويتغير لونها من الطبقات المتساقطة. التضربات، وتحول جسده بالكامل إلى اليدين لا هم إلا ضرب ذلك الجبل ثم أمامه بعمقه كل ما عاشه مُذ كان طفلاً، يهوي بالمطرقة على سجنه، على غيابه، على كامل مغادرته تلك العتمة، على شوقه الجارف إلى الجحيم، على الهدير الذي يصم أذنيه ويمنعه من سماع أي شيء سواه، على عزلة التي تتمتد وتتمتد وعلى التي لا تعرف في مواجهتها… لم لا تعلم أن جسد الصخرة يتداعى أمامه، كان غائبا في غضبه، متحدا مع مطرقته في كل العشاق التي واجهته، وهو الوحيد، الغائب، السجين، الموجوع، الجائع، العطش… تداعت الصخرة أمامه، وانفتح الخاتم على النفق الطويل، فاطلق الماء وجرف معه كل شيء

الأصلية الأصلية علي جائزة البوكر 2023