هي رسائل لا من الأحزان ولكنها صارمة من الحزن، ثم الصارمة من لسان كان سُلمًا يترجم عن قلب كان حربًا ؛ ثم لأن هذا التاريخ الديري كان ينبع كالحياة وكان كالحياة ماضياً إلى قبر!

يزعم الرافعي نفسه في هذا الكتاب على أسلوب (التجريد) قهو يزعم أنها رسائل صديق بعث إليها، فتراه يوجَّه الخطاب فيها إلى ذلك الصديق المجهول يستعينه على السلوان بالبث والشكوى، ثم يصطنع على لسان ذلك الصديق نتفًا من الرسائل يديرها إسلوبًا من الحديث في رسائله هو وما هناك من صديق ولا رسائل، إلا أن الرافعي ورسائله، يتحدث إلى نفسه عن حكاية حبه وآماله وما سار إليه.

أو قل إن الرافعي في هذه الرسائل تبقى شيئًا ما، فأنشأت هذه الرسائل لصاحبه، ثم نشرها كتابًا تقرؤه لتعلم من حاله ما لم تكن تعلمه، أو ما يظن أنه لم تكن تعلمه؛ فهي رسائله لها على طعم من كبرياء الحب، تشقى بنفسها ولا تنال من كبريائه!

ولئن كانت رسائل الأحزان هي أول ما بين الرافعي وصاحبه من رسالات الحب_ بعد ما كان مختلفا القط منيعة_ فقد تتابعت الرواية فصولا من بعد؛ فالكتابان الأخير: السحاب الأحمر، وأوراق الورد!