يحتفي كتاب (سعودي في المغرب) لمؤلفه عبد الرحمن بن سليمان النزاوي الجهني بالمكان المغربي احتفاء خاصاً ولافتا لعين القراءة ، اذ يأخذنا بطل هذه المغامرة الجمالية فيصل السعودي بصحبة صديقه أحمد الى عوالم ومحطات وملاذات وعلامات مكانية في المغرب غاية في الجمال والادهاش أمكنة طاعنة في التاريخ والحضارة تمثلها مدن وقرى تاريخية وسياحية وثقافية نحو الدار البيضاء ومراكش والرباط ومكناس وأفران واوريكا والجديدة وبني هلال والوالدية وسطات وبني ملال وفاس وطنجة حيث يلتقي الصديقان بزنقة ابن بطوطة الرحالة العربي الأسطوري وبعد رحلة طويلة وشاقة وممتعة في الوقت نفسه تعد واحدة من الرحلات الحديثة الناضجة وقدم لنا الراوي السردي خلاصة جميلة ووافية حول هذه الرحلة التي تمثل( فرصة للوقوف على ثراء وتنوع الموروث الثقافي الشعبي المغربي والاندلسي، بثقافات متعددة من العربية والامازيغية والصحراوية والافريقية) ولعل الحضور المكاني المعلن بقوة أشهار عالية يتجلى في هذا العمل الإبداعي منذ عتبة العنوان سعودي في المغرب ثنائية مكانية تقابلها ثنائية إنسانية هي فيصل وأحمد، أذ تم تقديم المكان على شخصيتي الصديقين وهكذا ينجح المؤلف في تسجيل افتتانه بالمكان المغربي، حين يتحول هذا المكان الأليف الى كائن ذي حضور أستثنائي على اكثر من صعيد، ويشغل مساحة واسعة وعميقة ومهمة في ذاكرة التلقي أخيرا هذه المادة الأدبية الفنية الرائعة حظيت بقلم كاتب متمرس بالكتابة بوضوح كثيف وعميق ومدهش وفاتن أستحقت ان تكون معجزة أبداعية يغبط عليها مؤلفها الأستاذ الكاتب عبد الرحمن ابن سليمان النزاوي الجهني.