سكوت الجوقة

اسم المؤلف : محمد مبوغار سار

لم تكن الحالة التالية التي منها لتوّه هي النوم، ولا إغماء ولا تسمح بالتخيّل؛ عوضًا عن ذلك كله شعره داخل شيءٌٌ، مثل غيابٍ كبير، وغامضٌ فجأة لم يحتاج إلى كلمةٍ لتسميته. لعدة مرات حاولت مجاهدة التركيز على الوصول إلى ذكرياته، غير أن الجميع أبعدها نحو الظلام الداكن الذي أصبحت ذاكرته. نهض، ولاحظ في تلك اللحظة فقط أنه كان عاريًا، دون أن يعرف أي شيء فعل بملابسه. خاطرة جديدةٍ في ذاكرته البعيدة على طرف إجابة. ومثل تلك الأحلام التي تعوض فجأة، عندما استيقظنا وحاولنا أن نفكر بها، إنتقلت الذكريات في البدلة أكثر فأكثر. استسلم الرجل. استرقم وألق نظرة فاحصة على كل ما يحيط به. ووجد نفسه داخل حرشٍ صغير، وتشكلت أوراقها مظلّة كبيرة فوق أشجارٍ كبيرة. هنا يسودُ صمتٌ عميقٌ ذو مؤثراتٍ زعماء.
أعتقد أنه ربما كان يحلم على أية حال؛ ولكن ما إن خطرت عليه هذه الفكرة حيث أدرك على الفور سخافتها: لقد علم، وبيقينٍ حدسيّ شديدٍ لا يحتاج إلى إثبات، لأنه لم يكن من الممكن أن يحلم قط. ما من حلمٍ، حتى أكثرها غرابةً، ويمكن أن يبدو بعيد المنال؛ فقط باستطاعته أن يكون شديد الغرابة.