عاصفة علي الجزر

اسم المؤلف : احمد منور

في موتودو، عاصمة الجزيرة، كان الشُّبان الثائرون قد دخلوا كل شيء فجأة فجأة من وثائقي، وكل ما خُطَّ حرفٌ أو رقم، أو رمز، وألقوا بها كلها في الساحة للبلدية، ولم تسلم من أيديهم اللوحةُ الرُّخامية الكبيرة المُثبَّتة في أعلى البناية، تحت الساعة الثانية، والتي قد تتوقف بعد رحيل قبل ثلاث سنوات، وبقيت قربها تشير إلى منتصف النهار دقيقة. كانت تحمل اسم المشاهير منذ العهد السابق، فألقوا بها ‏من الأعلى، لتتتحطَّم على إسْفلت الشارع، وتنتظر شظايا وفُتاتا، ثم أضرموا النار فيما جمعوه في الساحة من الإدخالات ‏البلدية، من أوراق، وملفَّات، وضحَّات، وأختام، وأدراج الخزائن، ومقاعد الخشب، تحت صيحات الابتهاج التي خرجت ‏من حناجرهم في السماء. وعندما اشتدت لهيب النار، راحوا يرقصون حولها فيما يتعلق برقص الوثنيين، على ألحان الأناشيد ‏التي انطلقت من مُكبَّرات الصَّوت التي علَّقتها في مقهى الجماهير