أحوال النفس

رسالة في النفس وبقاياها وماده

اسم المؤلف : ابن سينا

لا يخلو فيلسوف من كلام في علم النفس الإنساني، الواضح أمر الأمور لدينا، إلى ذلك القرب الشديد من الإثارة، إذ خيل إلي المفكرين يؤجرون بها علموا وبلغوا حقيقة أمرها، وكشفوا سرها، وعرفوا جوهرها، إذا اكتشفوا ذلك العلم سراباً والهر مظهراً مخلّباً. ولا نزال إلى اليوم حيث كان سقراط وأفلاطون وأرسطو، بل اختار عن الحقيقة بعداً. اكتشف العلم الحديث صفحاً عن طلبها، واكتفى بتحليل الظواهر النفسية، ولاحظ فللاسفة ميدان الجوهرة ييون إليه السبيل عسى أن يصلوا يوماً إلى حقيقة النفس وقد طلب ابن سينا ​​معرفة النفس منذ صدر شبابه لأنه "من عرف نفسه فقد عرف ربه" كان لابن سينا ​​وحكميته في النفس تأثير كبير في العصر الوسيط الأوروبي، فقد نقلت اللاتينية إلى وانتشرت فعلاً بين فلاسفة الأوروبية، والفكر الأوروبي لأثره منذ القرن الثاني عشر حتى السابع عشر، حين ظهر ديكارت، اختر ابنك سينا برهانه في إثبات وجود كمية كافية من علم النفس السينوي في الفلاسفة الإسلاميين فلا يحتاج إلى دليل، وقد طلب تحديد المتأخرين برئاسته الشيخ الرئيس، واحتجزوا مثاله في معظم أبواب علم النفس