رواية عن عالم نهائي ومختلف. قد يكون عالمنا بعد الحقيقي أن نزيل عنه أقنعته ونزيه عنه أصباغه. عالم فيه بقايا الوهمية بين الزمان والمكان، ولكن بالماضي يصير بصيغة التقدم، والحاضر يتلبّس صيغة المستقبل...للوهلة الأولى، وستكون عن سيدنا نوح -عليه السلام-، وسفينته التي أنقذت الإنسانية من الطوفان، ونظرنا إلى هذه القصة، ولم سنجد أجزاء منها، بل إننا سنجد أن واقعنا المعاصر حتى لا ينتهي التاريخ؛ كما لو أنها لم تنتهِ قَط، كما لو أنها تتجدد ثانيةً، وإن تبدّلت فوق الطوفان، وتبدّل معها تشكل السفينة...القصة تروَى من وجهة تبدو طفلاً صغيراً اصَرَ الأحداث وقتها، لكن سرعان ما نكتشف أن هذا الطفل يسكن جزءً منا، وأن في كلٍ منا بقايا شيء منه... في هذه الرواية، سنجد أنفسنا أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن نستسلم للطوفان ونقبل الغرق، أو أن ننضم إلى السفينة وركبها... إما أن نمر وبمَن يبنيها ضاحكين مستهزئين، أو أن نمد أيدينا، إلى تمويلِ والدُّسُر