حين يختلط الواقع باللامعقول، يبدأ الزمن نفسه في الانهيار. في مدينة بلفاست، حيث تلتقي الأقدار وتتشابك الخرافة مع الحقيقة، يظهر مرض غريب يضرب الأطفال دون تحذير، فتتلاشى حدود الزمان والمكان. لا أحد يعرف من أين جاء، ولا كيف ينتقل، لكن أعراضه تتوالى بشكل غير متوقع: موت الأطفال، نوبات من الهلوسات، وأصوات غامضة تبدو وكأنها آتية من السماء. وكلما ازداد الغموض، ازدادت الأسئلة: هل هي نهاية العالم؟ أم بداية شيء لا يمكن للعقل البشري تحمله؟ تستكشف جان كارسون في روايتها طبقات الواقع المُلتبسة، حيث تتداخل الألغاز مع الأحلام والكوابيس. الشخصيات، المتشابكة في مصائر غير مرئية، تجد نفسها في مواجهة مع قوى غير مفهومة، وتكتشف أن هناك أشياء لا يمكن للزمان أن يعبر عنها، ولا للغة أن ترويها. في هذا العالم المعتم، تسكن الإجابات في الفراغات بين الكلمات، والموت هو فقط البداية. بينما يتسارع سقوط العالم نحو مجهول، يظل السؤال الأكثر رعبًا هو: ماذا يحدث عندما يصبح الصمت هو اللغة الوحيدة التي تلتقي بها الأرواح؟