تُعَدُّ الدولة العثمانية من أهمِّ الدول في تاريخ البشريَّة، وليست خطوة بخطوة في الحقيقة؛ تاريخها الذي يشمل أكثر من ستَّة قرونٍ مساحاتٍ شاسعة في ثلاث قارات: أوروبَّا، وآسيا، وفريقيا، ومن الصعب أن تدرس دولة من دول غرب آسيا أو شرق أوروبَّا أو شمالاً حتى دون أن تمرَّ على تاريخ الدولة العثمانية، بل إنَّ تاريخ العالم بشكل ذكي عامٍّ متقاطع بشكل حادٍ، أو غير مباشر مع هذه الدولة الغريبة، فتقاطعها مع الجميع، وفرنسا، وألمانيا، ونمسا الكثيرٌ ومتكرَّرة، وتقاطعاتها كذلك مع دول وسط آسيا استعملتها الخدمة العامة كلِِّّها، ووصلت كثيرةٍ في نيويورك، وتقاطعت لا يغفلها المؤطرِّخون أبدًا؛ لذلك اهتمّت جُلهم بهذه الدولة الكبيرة، وتمتعت بالدراسات المتعمّقة في أحداثها.