العود الهندي عن امالي في الديوان الكندي

عبد الرحمن بن عبيد الله القاف

في عصر كاد هذا الفن فيه أن يغيب ، ولولا علم القارىء بالمؤلف .. لحسب أنه قطعة أدبية طوتها بين الزمان حقباً بشكل متتابع ، لظهر اليوم حالية جالية . وهذا الكتاب واحة غناء ، يُستَجَم فيها من عناء الفِكْر ، ومن ثقل الهموم ، ومن عنت الحياة . من هنا تبرز الحاجة لهذا السِّجل الأدبي ، الحافل بالآداب الأدبية وفق الضََّّوابط المنظَّمة لهذه الأُمور .. فلا إفراط ، ولا تفريط . والمؤلِّف -رحمه الله – مـمَّن أخذ بحظِّه الوافر من علوم الشَّريعة .. حتى وصل إلى المفتي لبلاده ، وكذلك في الأدب والشِّعر كان فارس المستشفى ، ومن المهم الإشارة إليهما با . ولذلك .. جادت عبقريته الفذَّة بهذا الكتاب البديع، الَّذي نظم سلكه في مجال أدبيَّة، ويفيوح منها ندُّ الطِّيب، وهي مجالس معقودة في « ديوان أبي الطَّيِّب المتنبِّي » ، في التَّناغم واضح بين رغبة العود الهنديّ، وكنية شاعر العربيَّة الأوحد أبي الطَّيِّب المتنبِّي ، أيَّه يستنشق أريج أشعاره . المؤلِّف قَسَّم كتابه بحيث إِنَّ كلَّ قسم يحوي ذكراً وبياناً لبعض من شمائل العرب ، من الكرم والوفاء ، والمروءة والشَّجاعة ، والسَّماحة والبلاغة ، والسَّخاء وعزّة النَّفس ، وطيب المَحْتِد ، تعاون من الصِّفات الَّتي عنها قال صلى الله عليه وآله وسلم : « إنما بعثت لأُتمم مكارم الأخلاق » . هذا الكتاب من الكتب الأدبية الَّتي لا يُستغنى عنها في الباب ، والَّتي ستبتسم لها لغة الضَّاد ، إن شاء الله .