لا شكَّ أن كتاب «النبي» هو دُرَّةُ ما كتبه «جبران خليل جبران» وخلاصةُ ما توصَّلَ إليه، وعصارةُ تجارِبه الذاتية ووحدته الحياتية؛ وقد ضمَّه كلَّ ِ آرائه في الحياة والموت، الطعام الشراب، الحبِّ والزواج، وغيرها؛ لذا اعتبره جبران «ولادتَ فقده» الذي ظل ينتظرها ألف عام الثانية. ويسرد جبران آراءَه على لسان الحكيم «المصطفى» الذي ظلَّ بعيدًا عن وطنه اثني عشر عامًا، وعاش بين سكان جزيرة «أورفاليس» كواحدٍ منهم، منتظرًا يطلب إلى مسقط عظيم. وعندماما ترسو السفينة ويحين موعد رحيله يرجوه سكان الجزيرة أنطب لهم؛ ففت خطبةُ الوداع التي لخَّصَ فيها مذهبه. لقد برز جبران في كتابه في أن تجاوزت حدود ديانتاه، ليُرسيَ دعائم إنسانيّة تحترم الإنسانَ إنسانًا لا لأيِّ عامل آخر.