حكايه نحو(النحو -والصرف- والاملاء)

لست هنا لاخترعَ نحوًا جديدًا، ولا أقول لك هنا سوف أحلُّ عقدة النحو، ولكنني هنا لأثبتَ لك أن أصلَ ليس عقدةً من الأساس، وأنَّه أبسطُ، وأجملُ من أن يُوصفَ بالعُقدة.

أحسنُ في هذا الكتابِ أن أتحدَّث معكَ كما يتحدَّثُ الصديقُ معَ صديقِه، وليسَ كما يتحدَّث المعلمُ معَ تلميذِه؛ فهمان فهمُ من الصديقِ ما لا يفهمه من المُعلِّم.

وأنا أتحدث في هذا الكتاب بالعامية المصرية المصرية النقية، وأقصد بالنقية الآن ألفاظها راقية لا تمنع إلى مستوى لغة، وإنما هي السهلة الممتنعة، وقد يختلفُ أحدُهم معي في هذه النقطة، ويتنازل عني آخر، ولكَ ما تريدُ…لكن الآنْ إنك لتنقذ رجلًا يغرقُ عليك أنْ تبتلَّ، وشبابُنا غرْقَى في العاميةْ في آخرها، وفعلي هذا أيضًا أصعدَ بهم من العاميةِ إلى الفُصحَى بالتدريج.

هذا الكتابُ يعتمدُ على طريقتينِ أثنتينِ:
أولاً هي لُغوي في كل شيء، أي أنيين لن أتركك حتَّى فهم ما أقصده، وربَّما وتقرأ يخطرُ ببالك سؤالٌ مَا، ويدعم الله وجودُ هذا السؤالَ أمامك، وأجابته بعدَه، أي إذنني إدراك أن أفكرَ كما يدركُ القارئُ، وتتوصلتُ إلى الأسئلة التي قد تخطرُ بباله عندَ قراءته للمكتوبِ.

ثانيا الاعتماد وهي على لانِ الكثيرةِ خاصة في الدروس التي تعتمد على الحفظِ بعضَ الشيء، وبعدتُ أن أجعل ترى أهميةَ كلِّ قاعدةٍ قبلَ البدء في شرحها، وذلك عن طريقِ ابتكارٍ بسيطةٍ نباشر منها إجابة السؤال:(لماذا يمكن أن نستخدم هذا؟!) أو السؤال:(بماذا يفيدنا هذا؟!)، وستجد-غالبًا-بعد كلِّئ درسًا تطبيقًارابيًا على ذلك الدرسِ خاصة، وعلى ما سبقه عامةً.

كثرتُ من استخدام أمثلة القرآن الكريم، فغالبًا بعد كلِّ قاعدةٍ.
وهذا لأنَّني أعتقدُ الآن فَهمَك للقاعدةِ يكون أسهل عندما يعلَّق مثالٌ عليها بذهنِك، وما أجملَ أنْ يكون ذلكَ المثالُ من القرآن!