كانت تلك أوّل مرة تبدو فيها بكرُها هشًّا ووضيئيلًا وموشكًا على البكاء. تقول ألا الحقيقة هذه المرة؟ حقيقة أنها أحبّته «على طريقتها الجاسوسية الشاذة» وليس كما يحتاج؟ ولكن بأي حال من الأحوال مفيدة لتلك السلة اللانهائية من الفيكتور الخائنة؟ أنه كان فارى أول في مختبر أمومتها الفارغ، وأن جُرحها تصبح لامرئية للتجربة أمام حقيقة جرحه، وأن «شرطها إنساني» ينهار تحت اشتراطاتِ أمومتها، إلا «تعرف ما تقدر عليه ولا» إلا لا تقدرُ على نسفِ كل ما تعبت في رأسها: كل شعرة فيها، كل جعدة أسفل عينيها، كل فكرةٍ تتوسعٍ وكل استعارةٍ شاذةٍ وكل طلل في القلب، من أجله. وحقيقة لأن الحبَّ مشروطٌ مشروط، وأنهم كذبوا في هذا الشَّأن، وأنَّ العالم غير عادل، وأن أفكر بالفعل تحتميٌّ وعلى ما يبدو: أبديٌّ جدًّا، ولم تكن تعرف، إلى أين ينتهي دورها كأم وأين يبتدئ شرطها كامرأة؟ يريد عساها أن تفعل الضربِ الوحشيّ بين الاثنين، فيريدُ أن تعوده تحت جناحها مثل كتكوتٍ مبتلٍ، وفيه لم يغفر له قط أنه «ابن مكانه المسخ في زمنه المسخ»؟