My Store
دودو الغزال الأسد
دودو الغزال الأسد
لم نتمكن من تحميل توفر الاستلام
دودو الغزال الاسد
رضا هاني
نطَلَقَ دُودُو مُسرِعًا إِلَى المنزِلِ فَوَجَدَ أُمَّهُ تَستَقَبِلُهُ عَلَى البَابِ بِابتِسَامَتِهَا المَعَهُودَةِ، سَأَلَهَا بِلَهفَةٍ: “هَل حَقًّا كَانَ أَبِي قَائِدًا؟”
لَم تُصَدِّقْ مَا سَمِعَتهُ، فَأَجَابَته مُرتَبِكَةً: “أَعِد مَا قُلتَ!”
فَأَعَادَ لَهَا السُّؤَالَ، لَكِنَّ السُّؤَالَ نَزَلَ عَلَيهَا كَالصَّاعِقَةِ وَزَاد فِي حِدَّةِ ارتِبَكِهَا، فَقَالَت: “ادخُل وَاسأَل أَبَاكَ هَذَا السُّؤَالَ”.
بَعدَ أَن دخَلَ وَسَأَلَهُ خَرَجَ الأبُ وَالدَّمُ عَلَى عَينِهِ مُردًا: “لا أَعْلَمُ، لَا أَعْلَمُ!”، ثُمَّ انصَرَفَ.
تبِعَهُ دُودُو حَائِرًا حَزِينًا، ألقَى نَظَةً خَارِجَ البَيتِ بَحثًا عَن أُمّه فَلَم يجِد لَهَا أَثَرًا، عَلِمَ أَنها كَانت تَتَجَنَّبَهُ هِي الأُخرَى.
في الصَّبَاحِ اجتَمَعَ التَّلَامِذَةُ فِي مَوعِدِهم، لكِنَّ المُعلِّمَ كَانَ مُتَأَخِّرًا بَعضَ الشّيءِ وَلَيسَ كَعَادَتِهِ، يَمشِي بِخُطًى ثَقيلَةٍ والحُزنُ بَادٍ عَلَى مالامِحِهِ.
لَمَا اجتَمَعَ بِالتَّلَامِذَةِ قَال بِنبرةٍ فِيهَا حَشرَجَةٌ: “قَد أُلغِيَ دَرسُ اليَومِ، وأَصبح يَوم رَاحَةٍ”.
فَلَمَّا تَوَزَّعُوا نَادَى عَلَى دُودُو: “دُودُو.. أتبعنِي أَرجُوكَ”.
تَبِعَهُ حَتَّى دَخَلَ بِهِ قَاعَةً كَبِيرَةً فِيهَا نَفَرٌ مِن كُبَرَاء الغِزلَانِ، ثُمَّ طَلَبُوا مِنهُ أَن يَجلِسَ بَينَهُم لِيَقُصُّوا عَلَيهِ القِصَّةَ الَّتِي يَجِبُ عَلَيهِ أَن يَعلَمهَا.
يشارك
