‎لم يخلق الرجال ليكونوا وحيدين‎

اسم المؤلف : مجموعة المؤلفين

المترجم : وئام غداس

لم يخلق الرجلُ ليبقى وحيدًا ربما، ولكن وحيدٌ رغمَ هذا، حتى لو كان متزوِّجًا، يبقى الرجل وحيدًا ومنْبوذًا على كوكب سطحٍ يدور في فضاءٍ فلكي بسرعة 29.79 كلم في الثانية. يولَد الرجل.. يركض.. يُسارع ليعيش.. كتب روماني.. يعودُ إلى السينما.. يُعاني.. يستخدم فطورَ الصباح.. يموت.. الحديثة، وأت كلِّ هذا، قد يبْدو لهُ لأنه لم يُخلَق للعزوبيةِ لآخرِيَّة، قد يتبرأُ إذًا عن السيطرة في، هذا يعني أنْ يكذبَ على امرأةٍ جميلة، وعلى نفسِه بذاتِ القْدْر.

دَعونا بعين بعينٍ متفهّمة وحنونة: يحاول أن يكون محبوبًا، وأنْ يكتسب شعبيةً مثل مرشَّح داخلَ حملة انْتخابية، هل يشكُّ ألّا يقدر على تحقيق ما يَعِدُ به؟ قد يجرِّبُ‏ نفسه بأنَّه سعيد.. يتزوج.. يتناسل.. يلتقطُ صوَّرًا ملو َّنة؛ محاولة منه لتخليد كل الأشياء الزائلة. كم تبدو رؤيتُه مؤثرة داخل هذه اللقطات، يمسك بين يديْهِ يلبسُ لونَ الورْدي دانياله، هذا الأخيرُ لا يعرف بعدُ أنه سينتهي وحيدًا هو أيضًا. واحدة منها تُمسك يدَها وتضغط عليها. هل ليمنعها من الرحيل أو فقط من أجل طمْأنة نفسه؟