العنف في الحروب الأهلية ليس عنفًا مجنونًا أو هاجًا أو بلا معنى؛ بل هو الارهابي الإرهابي يشارك بين الفاعلين العسكريين اليمنيين والمدنيين غير المقاتلين. وهذا هو ما سعى لتأليف الكتاب لتأكيده، بما في ذلك بحثه المعمق في نظريات الكنيسة حول الحرب الأهلية ودراسته لعشرات الحروب الأهلية منذ فجر التاريخ حتى اليوم، فيأخذنا المؤلف في رحلة إلى حروب الأهلية عبر الزمان ثم عبر المكان، في الانتقال من المكسيك القديمة، وراءياف فرنسا الثورية، وأخيرًا أمريكا، ومدن البلشفية، ومن قرى فيتنام الصغيرة وغابات أفريقيا وأمريكا اللاتينية، وصولًا إلى نقاط تنوع بيروت وبغداد. وذلك من مختلف التخصصات، مستوى من العلوم السياسية، ومرورًا بعلم الاجتماع علم النفس ودراسات الحرب والتاريخ، وليس خبرًا في العلوم والرياضيات. كل ذلك ليقول لنا بثقة إنكلترا للحرب الأهلية ليست مجنونة، وإذا عنفها ليس حالة عاطفية أو جوعيّة، بل لها منطقة تنطلق منه وتستند إليها.